
في البند العاشر من قانون الإيمان، يعترف المسيحي قائلًا: وبمغفرة الخطايا." على الرغم من قصر هذه العبارة، إلّا أنّها تحتوي على مضمون عظيم. تُقال فيها أشياء كثيرة بكلمات قليلة. يبدو كما لو أنَّ هذا الاعتراف مأخوذ مباشرة من مزمور 130، حيث يُطرح السؤال: " إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَارَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟" (مزمور 130: 3). والجواب هو: لا أحد. لأنّنا "جميعًا أخطأنا وأعوزنا مجد الله" (رومية 3: 23). "ليس بارٌّ، ليس ولا واحد" (رومية 3: 10). فالعالم كلّه مذنب أمام الله. ومع ذلك، يتبع ذلك اعتراف بالإيمان: "لِأَنَّ عِنْدَكَ ٱلْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ" (مزمور 130: 4). يا له من اعتراف مبارك! هنا يُقال شيء عن الله في غاية الأهمية لكلّ واحد منّا، وهو أنَّ عند الله مغفرة. الله يغفر! يغفر الخطية والإثم. يعلن مزمور 130: "عندك المغفرة." ويتحدّث المزمور عن الغفران كأنّه جزء ثابت من طبيعة الله كما هو الضوء بالنسبة للشمس، فيقول: "عندك المغفرة" — إنّها خاصّة بالله.